مفهوم الأزمة :
الأزمة تعبر عن موقف وحالة يواجهها متخذ القرار في أحد الكيانات الإدارية ( دولة مؤسسة مشروع أسرة تنظيم ........... ) تتلاحق فيها الأحداث وتتشابك معها الأسباب بالنتائج، ويفقد معها متخذ القرار قدرته على السيطرة عليها أو على تداعياتها أو على اتجاهاتها المستقبلية .. ولا يمكنه التنباء بنتائجها .
وعلى هذا فإن الأزمة إنما تعبر عن لحظة حرجة وخطيرة تتسم بالحسم تواجه الكيان الإداري فتهدد أو تحدد مصيره.
وتمثل في الوقت ذاته صعوبات حادة وحجرعثرة أمام متخذ القرار تضعه في مأزق الاختيار بين ما يمكن أن يتخذه من قرارات في ظل الشعور السائد بعدم التأكد والريبة ، وقصور المعارف ، واختلاط الأمور بعضها مع البعض الآخر بحيث تتداعى أمامه الأحداث ، ويلوح أمامه المجهول لما يمكن أن تؤول إليه أمور الأزمة . دون ان يكون قادرآ على وضع تصور نهائى للأزمة وتداعياتها بل ومصيرالكيان كله احيانآ .
مثال :
اليمن في حالة حرب . البلد منقسم الآن بين الحركة الحوثية ، التي تسيطر على الشمال وتتقدم بسرعة نحو الجنوب ، والتحالف المعادي للحوثيين والمدعوم من التحالف الذي يحشده الرئيس عبد ربه منصور هادي والمدعوم من الغرب ومن مجلس التعاون الخليجي . في 25 آذار/مارس ، استولى الحوثيون على قاعدة عسكرية استراتيجية شمال مدينة عدن الساحلية وأخذوا وزير الدفاع رهينة.
في ذلك المساء شنّت السعودية حملة عسكرية ، بالتنسيق مع تسعة بلدان معظمها عربية ، لوقف التقدم الحوثي واستعادة حكومة هادي .
هادي، من جهته، غادر إلى الرياض وتوجه لحضور القمة العربية في 28 آذار/مارس . لا يبدو أن هناك طرفاً رئيسياً يريد فعلاً أن يوقف هذه الحرب الأقليمية التى تستعر رحاها منذ شهور .
إن الفرصة ضئيلة لإنفاذ عملية سياسية وهى تتطلب أن يوقف اللاعبون الإقليميون فوراً العمل العسكري وأن يساعدوا الأطراف المحليّة على التوصل إلى اتفاق على رئيس أو مجلس رئاسي مقبول . عندها فقط يمكن لليمنيين العودة إلى طاولة المفاوضات السياسية لمعالجة القضايا العالقة الأخرى .
مثال اخر :
الدولة المصرية ، التي أضعفتها الخلافات داخل النخبة السياسية وفي ما بينها بعد ثورة يناير ،
وتخلّت تدريجياً عن دورها الرئيسي في الحكم وفي إدارة وتطويرالحياة السياسية التمثيلية ‘ وأكلت نفسها .
مما افسح المجال لتحالف العسكر‘ والبيروقراط ‘ ورأس المال ‘ ان يوجة ضربة قاسمة للحياة السياسية والديمقراطية الوليدة ويستولى على السلطة .
و تعتمد الأخيرة بشكل متزايد على الإجراءات الأمنية للمحافظة على الاستقرار والوضع السياسي الراهن .
مما أدى لظهور مشكلات وأزمات جديدة وتفاقم الكثير من المشكلات القديمة وتحولها لأزمات .
فتحولت قضية ( سؤ الغذاء المتوفر الى نقص حادة فى السلع الرئيسية و أرتفاع مهول فى سعر المواد الغذائية مما يهدد بتفاقم مشاكل سؤ التغذية )
وتفاقم مشكلة الأرهاب وتحولها لأزمة أمنية وسياسية ... تفاقم مشكلة العنوسة ..... الخ .
ولا تزال القيادة السياسية الجديدة القديمة المعتمدة على الأمن تعتمد نفس السياسات والحلول والقبضة الأمنية ذاتهم مدعية وواعدة بحدوث نتائج مغايرة !!!! ؟ .
إشترك بالنشرة البريدية
تحويل كود إخفاء محول الأكواد الإبتسامات إخفاء